حكومة تونس أقرت قانون يعاقب بـ 2000 دينار كل صاحب عمل يميز بين الجنسين. هذه الخطوة الصغيرة, هي مجردة مفصل صغير في الطريق الإيجابية لتونس, ستغير كل ما اعتقدتوه حول الربيع العربي.
تونس ترتسم بالحالة الأكثر نجاحا لموجة الإنقلابات التي أشعلت الشرق الأسوط قبل 5 سنوات.
إذا لم تزوروها من قبل, تونس بعيدة كل البعد عن الصورة التي قد تكون راسخة في أذهان بعضنا حول الدول العربية. تونس حصلت على إستقلالها في أواسط القرن العشرين وليدة أفكار ليبرالية ومليئة بالنوايا الجيدة. لسوء الحظ, النوايا الطيبة أودت إلى جحيم, مع إثنين من القادة قاموا بالإنقلابات وحكموا كل بدوره لأكثر من 25 عام. رغم الحكم الديكتاتوري, تنوس استمرت بالنمو والإزدهار – وبين سنوات التسعين للألفية الثانية قفزت بنسبة 60% بمعدل الدخل للفرد وأخفضت بـ 60% مؤشر الفقر.
رغم كل هذا, لم يكن كل شيء على ما يرام. في سنة 2011 حرق محمد البوعزيزي نفسه إحتجاجا على إغلاق الشرطة التونسية لكشك خضروات إعتاش منه. وهذا ما أشعل غضب التونسوين الذين سئموا من الفساد والبطالة الآخذة بالإزدياد. اذا كانت بداية الثورة التونسية قد تبدو لكم مألوفة وربما تشابه لثورات مزقت دول كسوريا وليبيا, فهنا نقطة الإختلاف – الثوار حققوا أهدافهم, وبعد أن أطاحوا بالديكتاتور بن علي, أقاموا الإنتخابات الديموقراطية بمشاركة أحزاب مختلفة ومتعددة ونسبة تصويت حقيقية.
بعض من نجاح تونس قد يعود لزعمائها الثوريين – من رئيس الحكومة خيرالدين في القرن التاسع عشر الذي قاد ثورة عصرية في التربية والتعليم, وحتى الرئيس بو رقيبة الذي رفع جيل الزواج ومنح حقوق متساوية عند الطلاق. هذه الخطوات أثمرت على الأرض وإزدهرت النساء في تونس كما لم يحصل في أي دولة مجاورة. هذه الدائرة الإيجابية, بها يحق للمرأة بالتعلم, المساواة والحق في الإجهاض, توسعت لتشمل قوانين جديدة ضد التمييز بحق المرأة.
تونس لا زالت تعاني الكثير من المشاكل وآلام ولادة لديموقراطية إبنة خمسة أعوام. مع ذلك, لدينا الكثير لنستلهم منها ونقتدي بها !
بقلم نوريت يوحنان
ترجمة سلمان عباس