التعاون من أجل تحقيق حلم
“حاولنا عبر المؤسسات والبيروقراطيا, ولكن الأبواب والطرقات اقفلت في وجوهنا, عندها فهمنا أنه عندما تقفل أحد الأبواب, عليك النظر من حولك والبحث عن طرق اخرى “
قبل سنة خلال حفل اقامة القرية, أنشدت فرقتنا الموسيقية المحلية أغنية بوعاز شرعابي ” من أجل تحقيق حلم واحد قديم, يلزم مليون حالم لا يغمضون أعينهم, لا يقفلون أذانهم, لا يخافون الإقتراب, مستعدون التقرب من الحلم, ما زالوا يذكرون كيفية تخفيف الألم قادرون أن يحبوا, أن يلتزموا, وأن يكتشفوا بأنه ما زال هناك مكان في قلبه..”
ابتدأ كل شيء عندما اجتمعنا عدة أشخاص وشعرنا بالرغبة والحاجة بأن نسكن معا في مجموعة تضع الإنسان فوق كل شيء, تطمح وتنادي بمبادىء مشتركة من تربية جيدة, حياة اجتماعية مشتركة, مساعدة متبادلة, تواجد, نمط حياة صحي وتعليم مشترك حول مواضيع مختلفة تهمنا معا. مبادىء بسيطة ومتواضعة, القرب من الأصل والتواصل الحر يرافقون المجموعة من فجر ولادتها وحتى الان.
“حاولنا عبر المؤسسات والبيروقراطيا, ولكن الأبواب والطرقات اقفلت في وجوهنا, عندها فهمنا أنه عندما تقفل أحد الأبواب, عليك النظر من حولك والبحث عن طرق اخرى “
حقا, عملنا ليل نهار, خططنا لذلك بالتفصيل, طوال عدة سنوات, كيف سنحقق هذا الحلم, كيف سنحبه, ونكتشف به السعادة والحياة التي نريد عيشها, كاشخاص, كعائلات, كمجموعة ومجتمع.
أحببنا المسيرة, الأشخاص حولنا وأنفسنا أكثر وأكثر,والتزمنا, حتى أننا وضعنا علامة على أرض الواقع وإقترضنا المال بالمقابل في صفقة جماعية من بنك واحد, من عند مصرفي رائع ومبتسم رافق العملية طوال الوقت, وكل هذا بهدوء.. أخبرنا فقط المقربين, دعونا من يستطيع ويريد المساعدة في المشروع, تنظمنا مثل النمل, عشنا في وسط الصحراء, تزودنا بالغذاء, المعدات, مياه, انقاذنا من الأيام الحارة والعزل في الأيام الباردة, الطاقة الشمسية, خدمات صرف صحي . قررنا إشادة مباني بسيطة – متشابهة في كبرها. وتنظمنا في فرق عمل لتعمل لاحقا معا. درس كل منا وظيفته وسبل التواصل داخل المجموعة, وخلال ذلك عشنا وعملنا, ازواج وعائلات كبروا, ومرت الأيام.. والصحراء تنتظر..