جائزة مليون دولار ولقب “أفضل معلمة في العالم” لحنان الخروب, فلسطينية من بيت لحم
The Global Teacher Prize هو تنظيم بريطاني يمنح سنويا جوائز بقيمة مليون دولار للحاصل على لقب “معلم السنة”. المعلم الفائز بجب ان تتوفر به صفات رائعة ومميزة, وساهم بشكل كبير وملهم للموضوع.
الجائزة تُمنح بهدف تعزيز أهمية التعليم عند الإنسان وكإعتراف بالجهود الجبارة المبذولة على يد معلمين من أنحاء العالم. هذه الجهود جديرة بالإهتمام وتستحق التقدير. التنظيم يبحث على بث تأثير هؤلاء المعلمين, وليس فقط على طلابهم وإنما أيضا على المجتمع حولهم.
عندما ستعود حنان الخروب إلى صف التعليم ولتلاميذها بعد اسبوع من الغياب, ستعود ليس فقط مع هدايا تذكارية من العطلة القصيرة, إنما أيضا مع كأس رمزي محفور عليه اسمها بأنها “أفضل معلمة في العالم”. الجائزة عبارة عن لقب فخري وأيضا مبلغ مالي كبير قدره مليون دولار.
“سآخذ الكأس وأعرضه على أولادي” قالت المعلمة إبنة ال-43 عام من رامالله. “تلاميذي هم الفائزين الحقيقيين لهذه الجائزة. الإلهام يأتيني طريق هؤلاء الأولاد”.
خروب, توجت بلقب إمتياز يوازي جائزة نوبل للتعليم. تم إختيارها من بين 8000 منافس, ومن بين عشرة منافسين وصلوا للنهاية من باكستان, استراليا, اليابان, الولايات المتحدة, انجلترا, الهند وفنلندا. و “فلسطين” دأبت على تمثيلها بكل فخر.
في حفل عُقد في دبيو الأب فرانسيس, دوق كيمبرادج وبيل كلينتون, كانوا من بين الخطباء الذين كرموا حنان, الإمرأة التي كبرت في مخيم لاجئين في بيت لحم وعاشت الواقع الإسرائيلي – الفلسطيني عن قرب عندما أصيب بيتها بقذيفة خلال أحد الأحداث.
الواقع ليس بالسهل الذي يعيشه الطرفين, دفع حنان للتعايش والتأقلم, على المستوى العائلي ومستوى إختيار المهنة. إعادة الأولاد إلى الحياة الطبيعية العادية, ولحياة المجتمع والمدرسة في أعقاب المصيبة التي عاشوها لم يكن بالأمر السهل, ولكنها تستطيع أن تقول اليوم أنها نجحت في هذه المهمة.
من الناحية المهنية, قررت حنان أن تصبح معلمة ومربية في المدرسة وكانت كذلك. من بين كل التجارب التي عاشتها, تعلم أمر مهم جدا ينير طريقها ويرشدها في تعليمها المنهجي وبتأثيرها على مجتمعها, ألا وهو ” تربية على نبذ العنف”.
بلإمكان المشاهدة في الفيديو المرفق كيف أن تلاميذ حنان يسيرون على دربها. حنان تقول أنه لكي تصل إلى ذلك كان عليها أن تكون مبدعة لخلق ألعاب وفعاليات مختلفة. البرنامح الذي بنته يبرز نقاط قوة التلاميذ ويدفعهم لأعمال إيجابية. وليس عن طريق العلامات أو مكافئات إنما إختيار الخير والعمل الجيد. مثلا, في زاوية القراءة تعرض أمامهم قصص قصيرة وملهمة ترفع من روحهم المعنوية وتؤثر في نفوسهم. تؤكد أنها لا تفوت أي فرصة لإيصال رسالة “لا للعنف” لتلاميذها.
في رامالله, مدينة سكنها, عرضوا الحفل على شاشة كبيرة وسط المدينة. وعندما أعلنوا أنها الفائزة, بدأوا جميعا بالإحتفال. من بين المحتفلين كان أيضا أولاد حنان البالغين. “صلينا لتربح وبعدها بكينا” قال أحدهم.
الحكام أختاروها بعد تجربة أحد دروسها والأدوات المستخدمة, والتي هي قسم من طريقة تعليم أوجدتها وأطلقت عليها اسم ” نلعب ونتعلم”
المدرسة التي تعلم بها, وهي خارج رامالله, طلابها بأعمار 6-10 سنوات معرضين لبيئة يشكل العنف جزء لا يتجزا منها. أحيانا تقل قدرتهم على التركيز والمناورة, وأيضا بعضهم شاركوا في أعمال العنف. “الأجواء خارج الصف عنيفة. في الداخل أن أوفر لهم السلام, التعايش والأمان”, هكذا قالت.
أحيانا تلبس ملابس مهرج وأنف أحمرو حنان تستخدم الألعاب لكي تدفع الأولاد للعمل معا في مجموعات, بناء ثقة وإحترام متبادل, تشجع وتكرم الإعمال الإيجابية والنابذة للعنف.
بلإضافة لكل ذلك, أصدرت حنان كتاب حكم وفلسفة حياة, وسمته ” نحن نلعب, نحن نتعلم “.
تخطط حنان إستخدام أموال الجائزة على مدار 10 سنوات, تدعم عن طريقه تأهيل الجيل الشاب ليكونوا معلمين.
وأيضا, تأهيل معلمين للعمل على طريقتها. طلب صندوق “واركي” أن تستمر بالعمل كمعلمة في الخمس سنوات القريبة, ستلبيها بكل سعادة.